قد لايعرف الكثير منكم هذا البرنامج و لكنه كان حديث الساعة هو ومخترعه في عام ١٤٢٣ هجرية –٢٠٠٢ ميلادية وقد اثار ضجة اعلامية واسعة في الشرق و الرغرب.
نظام حماية من الفيروسات صغير الحجم من قرص مرن واحد و لا يحتاج تحديث و يحمي النظام من الانهيار بل يستطيع بطريقة ذكية التعرف على اي فايروس جديد و التحكم فيه! يبدوا الامر فنتازيا و كان كذلك. هكذا كان الاعلان او قريب منه ليثير ذهول الخبراء الهنود وغيرهم من التقنيين و ليحصد البرنامج متابعة واسعة على المنتديات و الجرائد ووسائل الاعلام المحليه و العالمية.
مبتكر البرنامج هو الاستاذ فوزي الفارسي و قد لاتجد الكثير من المعلومات عن الرجل اذا قوقلته الى بعض الصفحات القديمة و لكن على العموم بحسب المعلومات التي جمعتها فهو متخصص في علوم الحاسب منذ عام ١٩٨٤ م و قد درس في الولايات المتحدة الامريكية بحسب المعلومات المتاحة.
وللاستاذ فوزي الفارسي ثلاثة ابتكارات و هي نظام الكلمات السحرية، نظام مفتاح فوزي، و آخر ابتكاراته نظام درع الفيروسات و قد حصد ابتكاره الثاني تحديدا ) مفتاح فوزي ( العديد من الجوائز في عامي ١٤١٧ – ١٤١٨ منها تكريم من قبل د. هاشم عبده يماني وزير الصناعة و الكهرباء و جائزة افضل نظام عالمي من مركز جدة للعلوم و التكنلوجيا و جائزة افضل ابتكار من صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله أمير منطقة مكة المكرمة أنذاك. ثم تكريمه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز و الذي لقبه ب ) بيل قيتس السعودية (!

و لم تمضي الى مدة بسيطة حتى اعلن الاستاذ فوزي عن نظام درع الفيروسات وبمواصفاته المذهة ثم طرحه للبيع التجاري لوزع على نطاق محدود و كنت من المحظوظين الذين حصلو على نسخة من البرنامج.
اثار البرنامج بعد اطلاقه تجاريا جدالا واسعا و كبيرا بين المهتمين و ثارت حوله العديد من الشكوك و اتهم الاستاذ فوزي الفارسي بالخداع و طولب من الكثيرين بالتوضيح و اثبات فعالية برنامجه و لكنه توفي رحمه الله بتاريخ ٤–صفر–١٤٢٧هـ اثر ذبحة صدرية المت به و دفن في مقابر المعلاة و دفن معه سر برنامجه الفريد و المثير للجدل ) درع الفيروسات (.
الى الان لا اعلم شخصيا ما هو سر هذا البرنامج و هل هو برنامج حقيقي ام انه كان مجرد خدعة. فاذا تحدثنا عن الدليل الاستخدام المرفق مع البرنامج فهو لا يحتوي على كلام علمي او له علاقة بالتقنية على الاطلاق. الدليل المرفق كان يتحدث عن برنامج يتصارع مع الفيروس ثم يغلبه ! لذا فمن وجهة نظري اعتقد ان البرنامج لم يكن يقدم حماية حقيقية و ربما ما يقوم به البرنامج هو التعديل على بعض ملفات النظام كي يصعب اختراقه
كانت هذه القصة القصيرة لبرنامج درع الفيروسات الذي لم يحقق ذلك النجاح و لم يتسنى لمطوره اثبات فعاليته و على كل حال نترحم على الاستاذ فوزي و لا ننسى تشجيع كل مبدع حتى لو لم يحقق النجاح المتوقع !
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.